لماذا نسافر؟ الجواب بسيط: لأننا نحب هذا الشيء.

بلا شك نحن نستمتع بتناول وجبات الإفطار الغريبة في الأماكن الهادئة والمشي لمسافات طويلة في الهواء الطلق والتجارب الجديدة والأماكن والأشخاص والذكريات الجديدة. كل هذا يجعلنا نشعر بالسعادة لأننا حينها نشعر بأننا على قيد الحياة. لا عجب من هذا..  إن السفر يجمع بين عادات معظم الأشخاص الأصحاء والطبيعيين.

 ما هي فوائد السفر ؟ لماذا السفر مهم جدا ؟

لقد أثبت العلماء أن السفر مفيد لجسمك وعقلك على السواء.  ربما هذا هو سبب حبنا له. لأننا نشعر أن التعرض لأشعة الشمس لبضع دقائق يرفع من مستويات فيتامين (د) لدينا ويحسن من مزاجنا. فلفيتامين (د) فوائد صحية جمة أيضًا – فهو مفيد لصحة قلوبنا كذلك.

تتراوح أهمية السفر من مستوى انخفاض فرص إصابتنا بأمراض القلب إلى مستوى تخفيف التوتر والقلق لدينا. علاوة عن الفوائد الصحية ، فإن السفر يمكن أن يعزز أيضًا الإبداع والإحساس بالسعادة والرضا لدينا.

إذا لم تقتنع بما ذكر أعلاه وتريد المزيد من وسائل الإقناع لضرورة السفر فتابع قراءة المزيد حول الفوائد الرئيسية للسفر حول العالم.

 عندما تسافر فإنك:

تحقق راحة البال

يعيش معظمنا في المدن. ويتضمن روتيننا اليومي التنقل عبر المناظر الحضرية في وسائل النقل العام المزدحمة ونكون في سباق مع  جداولنا اليومية المزدحمة. مما يؤدي الى تراكم التوتر تدريجيًا، وتبدأ المشاكل والضغوطات تلوح في الأفق بشكل كبير، ويجعلنا الإرهاق نشعر بعدم الرضا، ومن الأرجح أننا لن نجد وقتًا للمغامرات. إذن السفر هو علاجك.

السفر يمكن أن يفصلك عن روتينك اليومي. بمجرد كسر النمط المتكرر ، وحزم حقائبك والبدء بالرحلة ، يمكن لعقلك إن يقوم بإعادة ضبط نفسه. حيث قد تساعدك رؤية أماكن جديدة ، والتعرف على أشخاص جدد ، والتغلب على تحديات مختلفة تركتها وراءك. يمكن من كل ذلك أن يساعدك على التراجع والتفكير في الأشياء والأشخاص الذين تفتقدهم مثلاً. ويمكنك الحصول على منظور أفضل لحياتك وتذكر كل الأشياء الجيدة.

 تعزز إبداعك

واحدة من أكبر مزايا السفر هي أنه يخرجك من منطقة ازدحامك ليأخذك الى منطقة راحتك. خاصة إذا كنت مسافرًا إلى مكان لم تزره من قبل ، حيث يبدو كل شيء جديدًا وحديثاً. وتوجد وقتها محفزات جديدة تهاجم كل حواسك، ترى مناظر طبيعية جديدة وتجرب ألوان زاهية في الحياة. تستمع الى موسيقى جديدة،  الناس من حولك يتحدثون لغة غير معروفة في الشوارع التي تمتلئ برائحة جديدة، تجربة رائحة ومذاق طعام المكان الجديد … حتى التحديات الصغيرة تكن حينها مرحباً بها.

يقدم السفر الحداثة إلى عقلك وتحسين الإدراك لديك. بمجرد ان تقوم بمواجهة تحديات جديدة ، يجب أن تكون واسع الحيلة لإيجاد كل الحلول. ونتيجة لذلك ، يتم إنشاء اتصالات عصبية جديدة في الدماغ ويؤدي ذلك الى تولد أفكارًا جديدة ونقية. لذا فإنه بمجرد عودتك إلى المنزل ، يمكنك استخدام كل هذه المحفزات الجديدة والإبداع لتوليد أفكار جديدة في وظيفتك القديمة.

 تحسين مهارات التواصل الخاصة بك

هل أنت من محبي السفر الدولي؟ هل تفضل الأماكن النائية والغريبة؟

 إذن ربما تكون قد ذهبت إلى أماكن لا تتحدث فيها بلغتك الأم حيث تحتاج أحيانًا إلى أن تكون بارعًا جدًا عند محاولة التواصل مع السكان المحليين. في والتي قد يكون فيها التواصل معهم عبر الإشارات والإيماءات. لكنك تدريجيًا ستلتقط الكلمات.

في غضون ذلك ، تتعلم من الطرق الجديدة للحياة والثقافات الجديدة. كما يمكنك العثور على أصدقاء جدد وتوسيع شبكة التواصل الاجتماعي الواقعية والحقيقية وليست الافتراضية.

ميزة أخرى للسفر هو أنه يجعلك أنت بنفسك ممتعًا أيضًا. بمجرد عودتك إلى المنزل ، سيرغب الجميع في معرفة مغامراتك والأصدقاء الجدد الذين عثرت عليهم ، أو سماع الكلمات الجديدة التي تعلمتها.

 توسيع آفاقك

كيف نلتقي بالعالم؟ تخبرنا الكتب ومواقع الإنترنت والأخبار التلفزيونية والأفلام الوثائقية عن البلدان البعيدة والأشخاص وطريقة حياتهم. ومع ذلك ، يقدم لك هذا التقرير تلفزيوني او الخبر او الموضوع وجهة نظر شخص آخر او جهة أخرى وقد يضيق نطاق وجهة نظرك بدلاً من توسيع مداركك.

السفر حول العالم ومقابلة أشخاص يعيشون في ظل ظروف مختلفة والمعاملات الحياتية بشكل مختلف هو ما يعلمك حقًا عن هذا العالم الجديد عنك. فبمجرد أن تذهب فعليًا وتزور إحدى هذه المناطق، فقد تتحدى رأيك الخاص أيضاً حول الأماكن والثقافات الأقل شهرة. يمكن أن يساعدك اكتشاف ثقافات جديدة على رؤية قضايا وتحديات حياتك اليومية بطريقة جديدة ومن منظور آخر.

 تعزيز ثقتك بنفسك

السفر إلى أراضٍ جديدة له فوائده ولكنه يأتي أيضًا مرافقاً لتحدياته.  لقد سمعنا الكثير من القصص المخيفة حول الأماكن الجديدة والغريبة. فما بالك إذا كنت وحدك في مكان مجهول ولا يمكنك الإعتماد على الأصدقاء والأقارب فيه ، أو حتى على مهاراتك اللغوية. هذا هو السبب في أن السفر يجبرك على أن تكون واسع الحيلة ويعلمك كيفية التعامل مع العقبات، التغلب على التحديات المختلفة تستطيع بهم تحويل القصة المخيفة إلى مغامرة وتعزز ثقتك بنفسك. حتى أنك تشعر بأنك مستعد لمواجهة التحديات التي تنتظرك في المنزل بشكل أفضل.

 الحصول على المعرفة الحقيقية وليس الافتراضية المعلوماتية

قد تتعلم الكثير عن العالم المحيط بك من الكتب، حيث تمتلئ الكتب بالحقائق والرسوم التوضيحية فيأخذنا كل ذلك الى التخيل حول  الأراضي الجديدة ويقدم لنا أشخاصًا وأفكارًا جديدة. لكن معلومات الكتب لا يمكن شمها أو سماعها أو الشعور بها أو تذوقها وتظل عالم افتراضي تخيلي معلوماتي فقط. بينما يتيح لك السفر الفعلي فرصة لقاء الناس ، وسماع الموسيقى ، وتذوق الطعام ، ولمس الأشياء والإحساس بها.

 اكتشاف ثقافات جديدة

تكتشف بالسفر أنواع الموسيقى الجديدة ومذاق التوابل والوصفات حيث يؤدي السفر الى إثراء حياتك ويزيد من عامل الرضا عن الحياة لديك. يمكنك حتى إعادة سرد تجاربك الغريبة لأصدقائك بمجرد عودتك إلى المنزل ومشاركة ما تعلمته عن العالم المحيط معهم. قم بدعوتهم وتشغيل ماقمت بتسجيله صوتاً وصورةً لهم ، وقم بإعداد طبق طعام غير اعتيادي بعبق البهارات التي اشتريتها ، واملأ منزلك برائحة البخور الجميلة التي اشتريتها من احد الاماكن التي قمت بالسفر اليها.

 تعرف على كل ما تحبه

يساعدك السفر أيضًا في التعرف على ما تحبه وما لا تحبه. بمجرد تجربة شيء جديد ، ستدرك أنك تحبه او لاتحبه. لذا فان  بعض الاشياء لم تعد مصدر إزعاج لك. إذا توقفت وسألت نفسك عن السبب ، فقد تكتشف شيئًا عن نفسك. ربما تحتاج إلى بعض السلام الداخلي والهدوء وليس تحديات جديدة وعمل جماعي للتعامل مع العقبات.

 الإستمتاع بالحياة

أثبت العلماء أن إحساسنا بالسعادة يزداد حتى قبل أن نبدأ رحلتنا. لماذا ؟ حيث ان قيامنا بذلك سيساعدنا على التحرر من الروتين وذلك يخلق شعورًا إيجابيًا.

الرحلة نفسها هي فرصة للنوم متأخرًا ، وتناول إحدى وجبات الإفطار بهدوء ورواق بدون عجلة حيث يقوم بإعدادها شخص آخر. جرب مطبخًا جديدًا وطعاماً جديداً.

قم بتجربة رقص الفلامنكو والسالسا في الشوارع  لتصبح أكثر حيوية وتشعر بالمتعة. إن التجارب الإيجابية تقلل من التوتر. لذلك إذا كنت تعاني من الإرهاق أو تقاوم القلق أو تشعر ببساطة بالتعب الشديد ، فيمكنك تجربة احدى دورات الرياضات الروحية. وإذا كانت لديك الفرصة للإسترخاء لبعض الوقت فلا تتوانى في القيام بالإجازة والسفر.

 تحسين حالتك صحتك

لدينا عادات صحية قد نكون تعودنا عليها بصورة نمطية بسبب التزاماتنا اليومية فالسفر هو فرصة رائعة لكسر هذه العادات الصحية

العادة الأولى النوم فأنت تتوق الى النوم في وقت متأخر وحتى أخذ قيلولة في فترة ما بعد الظهر. واحصل على نوم جمالي.

العادة الصحية الثانية المتعلقة بالسفر هي الحركة. حيث عند القيام بالسفر فإنك تكسر روتين الجلوس طويلا خلف المكتب في مقر عملك

هل تعبت من وجبات الإفطار السريعة ووجبات الغداء السريعة ووجبات العشاء المجمدة؟ تبدو حياتنا اليومية المحمومة غير متوافقة مع النظام الغذائي الصحي المفروض التقيد به. ومع ذلك ، أثناء السفر ، يمكنك أن تأكل كلما شعرت بالجوع ، وتناول الطعام المناسب ، والطعام اللذيذ الذي تجذبك رائحته.

السفر إلى الخارج هو فرصة الحصول على ما يكفي من أشعة الشمس (واكتساب فيتامين د) وبعض الهواء النقي.

وأخيرا وليس بآخر، إضحك وشارك الرحلة مع أصدقائك وعائلتك واضحك معهم. تذكر ان الضحك الجيد يشفي الكثير من الأمراض.

السفر رائع لصحتك. لذا اختر وجهة أحلامك ، احجز تذكرتك واحزم حقائبك. المغامرة في انتظارك وكذا العديد من الفوائد عند القيام  بالسفر.

 

للتواصل مع كاتبة المقال

سهير أنور خان 
suhairanwarkhan@gmail.com
WhatsApp


0 Comments