الأم عطر الله في الأرض
أجمَل ثلاث نساء في العالم : أمّي ، وظلّها ، وإنعكَاس مِرآتهَا بها استهل مقالتي هذه فهي المقولة الشهيرة للرائع جبران خليل جبران لما تحمله من معاني عميقة - فهي تلك المرأة التي لايجرؤ على أخذ مكانها في قلوبنا اي مخلوق كان ودعوني ان اسرد لكم خلاصة ماوجدته من معلومات عن هذا اليوم العظيم.
هو يوم مميز تم اقامته على شرف الأمهات حيث تحتفل به العديد من دول العالم برغم من التفاوت في يوم الاحتفال والذي يعود سببه الى ان هذه المناسبة هي مناسبة كان منبعها فكرة تم استحداثها والمطالبة بها في الولايات المتحدة الامريكية وتلتها مطالبات تمت في بقية الدول ولهذا السبب يعود الاختلاف في يوم الاحتفال بهذه المناسبة، ففي الولايات المتحدة الامريكية وهي الدولة صاحبة الفكرة لاقامة هذا الاحتفال السنوي يصادف هذا اليوم الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام والبعض يحتفل به في شهر فبراير والبعض الاخر في ابريل مواكبة مع احتفالات الربيع والبعض الاخر في اكتوبر مواكبة لفصل الخريف وعلى الرغم من اختلاف التاريخ تظل روح الاحتفال واحدة في كل بقاع العالم. فالأم واحدة على مر العصور ومنذ بدء الخليقة والامومة هي تلك المشاعر التي لم تتغير ولن تتغير مهما تغير الزمن.
تختلف مظاهر الاحتفال بهذا اليوم الرائع بحسب الدول والمستوى الاجتماعي والثقافي والمعيشي ايضا الا ان الاسلوب يظل واحد حتى لو تغير المستوى والثقافات حيث يسارع الأبناء لشراء الهدايا للأم تكريمًا لعطاءها واعترافًا بدورها الاساسي والكبير والفعال في الأسرة والمجتمع بل والعالم ككل، ولكن تظل لكل دولة طقوسها في هذا اليوم المميز نحاول سردها وتاريخها في الفقرات التالية
يعتبر عيد الأم عطلة وطنية ورسمية في بعض الدول ومن ضمنها الولايات المتحدة الامريكية ، حيث يتم رفع الأعلام فوق كل بيت ومبنى تكريمًا للأم والأمومة، حيث يعتبر هذا اليوم أكبر ثالث احتفال بعد احتفالات الكريسماس والفالنتين، ويحتفل به يوم الأحد الثاني من شهر مايو سنويًا.
تعد الولايات المتحدة الامريكية أول من تبنى الفكرة و أنشأ يومًا للاحتفال بتكريم الأم بناءاً على فكرة قامت بتنفيذها السيدة آنا جارفيس والتي قامت بتكريم والدتها بصورة شخصية وعلناً ثم بدأت بحملة تدعو الى اعتبار هذا اليوم احتفال ومناسبة رسمية معترف بها في الولايات المتحدة الامريكية الا ان جميع الجهود باءت بالفشل حيث تم اتهامها بالسعي لغرض التجارة والكسب فقط ، حتى قامت جوليا وورد هاوي، وهي كاتبة ومؤلفة برفع اقتراح الاحتفال بعيد الأم بأمريكا عام 1872، وكان في البدء مخصصًا لتتمكن الأمهات من المشاركة في مسيرات للسلام، وعام 1908 أطلقت آنا جارفيس حملة وطنية اخرى للاحتفال بالأمهات تكريمًا لوالدتها المتوفاة، وتعرضت للانتقاد بشكل سيء حيث ان هناك اشخاص اخرون طالبوا بالاحتفال بالطفل والاب وغيرها من الاحتفالات التي اصبحت محبطة لها. وبسبب المطالبات الكثيرة والجادة ففي 9 مايو عام 1914 قام الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بالتوقيع على نص يقر بالاحتفال بيوم الأم كعيد وطني.
وفي بريطانيا يتم الاحتفال بعيد الأم في السادس من مارس، أو الأحد الرابع من يوم الصوم الكبير، ويدعى أحد الأمومة وتشهد جميع الاحياء والشوارع اجواء من الاحتفالات والفرح، وتبذل محال الهدايا جهودها لجذب المشتريين وتحقيق أعلى فائدة من الاحتفال، وتسجل الزهور أعلى معدلات البيع، حيث يفضل البريطانيين إهداء الورود للتعبير عن حبهم أكثر من أي شئ آخر، وتعتبر زهور القرنفل والأقحوان من اكثر الزهور شيوعًا بين البريطانيين في هذا اليوم، ومن التقاليد المتبعة ايضاً إعداد كعك مصنوع من اللوز وتد «كعكة الأمومة.
أما في أستراليا فمظاهر الاحتفال بعيد الأم تتخللها الكثير من الحماسة والفرح، حيث يحتفل به في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، ويتخذ الأستراليون من هذا اليوم فرصة كبيرة لاتعوض للتعبير عن تقديرهم لأمهاتهم، والأطفال يظهرون حبهم بتقديم الهدايا والزهور والبطاقات التذكارية.
وهناك زي تقليدي يتم ارتداءه في هذا اليوم فالزي ذو اللون القرنفلي في عيد الأم يعبر عنه بأن الأم لازالت على قيد الحياة، والزي الأبيض يشير إلى تكريم الأم المتوفاه، وبجانب الأم يقوم الأطفال بتكريم جداتهم ايضا وكذلك كل امرأة يشعرون تجاهها بالحب والرعاية ولها اثرها في حياتهم، كما يتفكر الأطفال كثيرا بدور الأم في حياتهم والمصاعب التي واجهتها أثناء تربيتهم وتنشئتهم
وفي كندا، يعتبر احتفال عيد الأم أكثر الاحتفالات شعبية بعد الكريسماس والفالنتين (عيد الحب) ايضا كما الحال في الولايات المتحدة الامريكية ، ويتم الاحتفال به أيضًا يوم الأحد الثاني من شهر مايو، حيث يقوم الكنديون بشكر أمهاتهم على دعمها المستمر وحبها لهم، وتعد البطاقات والورود من أبرز الهدايا واكثرها شيوعاً للتعبير عن الحب، لما لعيد الأم من قيمة عاطفية كبيرة لاتقدر بثمن، حيث يتم كسر الأرقام القياسية في مبيعات البطاقات التذكارية، وبعض الكنديون يدعون أمهاتهم للعشاء وكما يقوم البعض بخبز كعكة مميزة لهن، كما يتم تدليل الأمهات بأخذ يوم إجازة من المطبخ.
وفي الهند يتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايو ويعتبر حدثاً جديداً ومناسبة جديدة تم اعتمادها مؤخراً على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الاحتفالات بها، وكما هو الحال في الغرب، يتخذ الهنود عيد الأم يومًا ليظهرون فيه أهميتها في حياتهم، حيث يفكرون في الآلام والمصاعب التي واجهتها أثناء تربيتهم، ويستغلون هذا الاحتفال لتوجيه كل الشكر لأمهاتهم، وإرسال البطاقات وإعداد الوجبات لهن، أما في العاصمة والمدن التجارية الهندية المهمة تقوم الشركات الكبرى بإطلاق العديد من المنتجات المتنوعة النسائية، وتقوم المطاعم بجذب الزبائن بإعلانتها المتنوعة، ويطلق الإعلام حملاته الدعائية لعيد الأم ويقدم برامج خاصة ومميزة
وكذلك الحال في إيرلندا حيث يتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الرابع من شهر الصوم الكبير وذلك عن طريق إهدائها الورود والبطاقات للتعبير عن حبهم وتقديرهم، كما يتم تنظيم البرامج والمسرحيات والتمثيليات في عدة أماكن على شرف الأمهات.
أما في المكسيك فإن الاحتفال بعيد الأم يكون في العاشر من شهر مايو، ويعتبر يومًا مميزًا للشعب المكسيكي وبصورة مقدسة ودينية ايضا، حيث تقوم الكنائس بأداء قداس خاص لهذه المناسبة، ويشمل الحدث عزف لموسيقى الأوركسترا، ومن التقاليد المتبعة ايضاً تقديم وجبة الإفطار صباحاً للأمهات وتعد الورود والبطاقات أيضًا من الهدايا الشائعة هناك، ولكن يتميز الأطفال بهداياهم اليدوية المعبرة عن الحب والثناء، وفي المدارس تنظم العديد من العروض الفنية والأغاني تعبيرًا عن امتنانهم لأمهاتهم.
ويتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايو في نيوزيلندا، حيث تمتليء الأجواء بالفرح والسرور ، ويحتفل النيوزيلانديين بالخروج للتنزه وتناول العشاء في الخارج، وتشهد المحلات التجارية ازدحامًا شديدًا في هذا الفترة لشراء الهدايا للامهات والنساء الكبيرات في السن من افراد العائلة ، وتظل الورود والبطاقات الأكثر مبيعًا وتداولاً وإهداءًا للأمهات، كما يشمل الاحتفال مساعدة الأمهات في الأعمال المنزلية وخبز الكعك، ومنحهم إجازة للاسترخاء في يوم عيدهن.
وتختلف تايلاند في الاحتفال بيوم الأم والذي يكون في 12 أغسطس حيث يوافق عيد ميلاد جلالة الملكة سيريكيت والتي تعتبر أم لكل الشعب التايلندي كما يعتبر يوم عطلة وطنية حيث يقدم فيه الأبناء الهدايا لأمهاتهم ويقضون هذا اليوم بالذهاب إلى المطاعم تعبيرًا عن تقديرهم لها، كما يتم رفع الأعلام الوطنية احتفالا بهذه المناسبة، حيث يقوم التايلنديون بمسيرة إلى القصر الملكي وتعزف الفرق الموسيقية المقطوعات الغنائية، وتتربع الورود والزهور المسيرة، وتليها أغنية - أم المملكةز
في جنوب أفريقيا تحتل الزهور أيضًا قائمة الهدايا في هذا اليوم، ويرتدي الأبناء اللون الأحمر أو الوردي كرمز على أن الأم على قيد الحياه، واللون الأبيض إذا كانت الأم متوفاه بنفس تقاليد استراليا، ويشمل الاحتفال مظاهر تقدير الأم والجدة والنساء المقربات من الأقاربز
أما في الدول العربية وخاصة مصر، فالصحفي مصطفى أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، كان أول من فكر في عيد للأم في العالم العربيففى مصر يصادف يوم 21 مارس من كل عام لتكريم الأمهات ، بدأ الاحتفال به سنة 1956. واول دعوه لعيد الأم فى مصر قام بها مصطفى امين سنة 1943 فى كتابه "امريكا الضاحكه" لكن لا احد انتبه للفكره ، بعدها بعشر سنوات وصلت رساله من سيدة لمصطفى امين لمكتبه فى "اخبار اليوم" وفيها تشكو جحود وجفاء ابنها ، تأثر مصطفى امين بالقصه فطرح فكرة عمل يوم فى السنه كرمز للام ليتذكر فية الأبناء فضل أمهاتهم، حيث تم اعتماد يوم 21 مارس من كل عام عيداً للأم وسارت على خطاه بقية الدول العربية برغم الكثير من المعارضات التي ظهرت حديثا حول هذا الاحتفال ومدى مشروعيته دينيا الا انه يتم الاحتفال به بمعظم الدول العربية، ويقوم الأطفال بإهداء أمهاتهن ومدرساتهن وأقاربهن الهدايا والورود تعبيرًا عن حبهم لهن.
الام اليمنية:
من ملكة مملكة سبأ الملكة بلقيس، إلى الملكة أروى بنت أحمد الصليحي. ورغم أن قروناً من التمزق والتخلف والاستعمار أفقدت اليمن عهودا من الازدهار والتقدم، وعادت به إلى مراحل من التخلف والتبعية، فإنّ المرأة اليمنية لم تستكن، بل ناضلت طويلاً في سبيل تحريرها من كافة أشكال التخلف الموروث واستطاعت أن تجد لنفسها مكانة معروفة في الأوساط المحلية والدولية، رغم قتامة الوضع وصعوبة الحياة التي فرضتها الحرب الجارية والتي دفعت العديد من الأمهات اليمنيات إلى كسر الحواجز المجتمعية من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالهن برغم انتشار الأمراض وسوء التغذية بين اطفالهن لازلن يحملن ينبوع الصبر في صدورهن برغم اضطرارهن إلى النزوح عن ديارهن ليصبحن لاجئات داخل وطنهن بحثاً عن ابسط الاحتياجات الانسانية التي قد تسد جزء من المعاناة التي يعانينها.
كما عانت المرأة اليمنية الكثير من الانتهاكات الجسدية والنفسية من جراء الحرب حيث تواجه مشقات كثيرة منها الحصار وانعدام متطلبات الحياة الأساسية فقد أجبرت الحرب العديد من النساء اليمنيات ممن ينشدن الاستقرار مع أبنائهن العيش وسط ركام بيوتهن، رغم أن النيران أتت على هذه البيوت والتهمتها فالمرأة اليمنية دفعت ثمنا باهظا في احداث لاذنب لها فيها سوى انها أم يمنية من بلد كان سعيداً وكان بلد الايمان والحكمة اسمه (اليمن).
الأم السورية والفلسطينية (خنساوات العرب):
لقد تعلم الخلود من صبرهن وعظمة تضحياتهن مفردات ومعاني كثير وأمام هذه العظمة فقد سمت فوق الجراح كلمات عطرتها دماء الشهداء من الاب والابن والزوج والاخ كلمات لا تزال تنبض برايات أمهات مصممات على مواصلة النضال لتحقيق الأمن والسلام في بلادهن ليستمد العالم من صمودهن وتضحياتهن سمو القيم الإنسانية وهذا بكل تأكيد ما سيسطره التاريخ في دفاتر الخلود .. هن عطر الله على الأرض ويستحقن كلمات علها ترتقي لأقدامهن.. وستبقى عطاءات أمهات الشهداء تزين حاضرنا وتمهد لمستقبل صنع بصبرهن امهات علمن أبنائهن كيف يصونون الوطن وكيف يصونون العرض والقيم والمبادئ.
احتفالات عيد الأم والسياحة:
تنشط بهذه المناسبة العديد من البرامج السياحية القصيرة التي تمتد من يوم الى 3 ايام وفي اغلب الاحيان يقدم الاولاد لامهم هدية من ضمن الهدايا عبارة عن برنامج سياحي في منطقة او مدينة قريبة وفي اغلب الاحيان تقوم بها برفقة الزوج ان كان لازال على قيد الحياة او برفقة الاولاد حيث تعتبر فترة راحة واستجمام.
وتستعد العديد من الفنادق ودور الضيافة استعداداً جيدا في هذا اليوم بعمل المهرجانات والفقرات الترفيهية المعبرة عن هذا اليوم المقدس عن بعض الشعوب في العالم كما تعج المطاعم بالمرتادين في هذا اليوم حتى ان الكثير منها يحتاج الى عمل حجز مسبق.
اما فيما يخص برحلات الطيران فإن الكثير من شركات الطيران تواجه ضغطاً كبيرا سواء في رحلاتها الداخلية او الخارجية حيث يقرر الابناء قضاء هذا اليوم برفقة والدتهم وعائلاتهم فأغلب الابناء ممن يدرسون او يعملون بعيدا عن عائلاتهم يفضلون اخذ اجازة لعدد من الايام والسفر الى الاهل للمشاركة في مثل هذه المناسبة الرائعه.
ومع الاوضاع الامنية الراهنة في العالم وماتشهده الأمهات من حروب في بعض الدول ومنها سوريا واليمن وايضا حالة عدم الاستقرار والقلق للامهات في فلسطين يجب على شركات السياحة والسفر الاهتمام بسياحة المآسي (السياحة المظلمة) للقيام بزيارة الدول التي تواجه فيها الامهات مأساة حقيقية ومعاناة لايمكن وصفها بالكلمات انما يجب الترتيب والتنظيم لرحلات سياحية تعرف المهتمين بالجانب الانساني في هذه المناسبة الانسانية بدرجة اولى قبل ان تكن مناسبة احتفالية.
حيث تساعد هذه الرحلات السياحية الى توصيل ووصف الوضع بحسب الواقع دون أي زيادات او تزييف او تهميش وتعتيم وتكشف الحقائق التي بدورها تساعد الى توصيل صرخة هؤلاء الأمهات الى المهتمين بالانسانية في العالم.
في الأخير لايسعني سوى ان اقول
كل سنة وكل امهات المعمورة بخير وصحة وسلامة وعافية وأمن وأمان
ودعوة لكل ام اختارها الخالق لان تبقى بجواره بالرحمة والمثوى في فسيح الجنان ولكل امهات العالم نفس الأمنية (اللهم آمين
0 Comments